الإعلام الرياضي- بين الضمير المهني والمسؤولية الوطنية

المؤلف: رجاء الله السلمي08.12.2025
الإعلام الرياضي- بين الضمير المهني والمسؤولية الوطنية

يُقال بحكمة: "قد تزلّ الأفهام بالمنطق، لكن الضمير لا يضلّ طريقه أبدًا!". ويا له من قول بليغ! إننا نتوق جميعًا إلى إعلام يجلّ الضمير مرجعًا ويحتكم إليه في كل شؤونه، حتى في معاركه اللفظية. فلا يخفى على أحد تأثير الإعلام العميق على الساحة الرياضية. وقد بات جليًا قدرة الإعلام الفائقة على إلهاب المشاعر وإثارة الحماس، بل وصناعة القرار نفسه في كثير من الأحيان. وهذا يستدعي إعلامًا واعيًا ونزيهًا، يضع مصلحة الوطن نصب عينيه، بعيدًا عن الأهواء الشخصية والأجندات الضيقة. وإن المكاسب القيّمة التي تحققت في مختلف الأصعدة والجوانب تستحق منا المحافظة عليها بكل ما أوتينا من قوة. * هذا واجبنا كأفراد في المجتمع. وللمؤسسة الإعلامية الرسمية دور محوري في صون هذه المنجزات. وذلك من خلال الحفاظ على الإعلام في قمّة مستواه، وقيمته، ورونقه، واحترافيته العالية. فالمؤسسة، بما تملكه من آليات فاعلة، مُلزمة بدورها في الحفاظ على هوية الإعلام. ودعم أركانه وتقوية دعائمه وضمان استمراريته. ووسائل الإعلام بمختلف أشكالها ومسمياتها. تتحمل القدر ذاته من المسؤولية المشتركة. في ترسيخ قيم الالتزام المهني والأخلاقي والإنساني الرفيع. وضبط نسق العمل الإعلامي لضمان توافر المصداقية. والإبقاء على الضمير المهني نبراسًا ساطعًا في كل النزاعات والخلافات. تحت راية "الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية". * أما زملائي وأصدقائي الإعلاميين وروّاد الكلمة. فإنني لا أخشى على الإعلام الرياضي تحديدًا إلا من قلة منهم. تلك الفئة التي ترى في الإعلام فرصة سانحة لتصفية الخصومات. وخدمة الميول الشخصية والبقاء في فلكها، وتطويع كل شيء لخدمة ألوان فرقهم المفضلة. والانغماس في قضايا هامشية لا طائل منها. والانصراف عن متطلبات المرحلة المقبلة وتحدياتها الجسام. وما تستدعيه من طرح جاد ورؤى مستنيرة تدفع بالعمل الرياضي المحلي نحو آفاق أرحب. وكما ذكرت سابقًا. لقد بلغ الإعلام الرياضي السعودي مرحلة متقدمة من الشفافية والوضوح وحرية التعبير. وهي مكاسب حقيقية لا يجوز التفريط فيها قيد أنملة. ولا تشويهها بممارسات تنم عن تحيزات وعواطف لا تمت للإعلام بصلة. ويحدوني خوف شديد من أن نجد أنفسنا أسرى لقيود نحن من صنعها بأيدينا. إذا لم ندرك أين تتوقف حرياتنا وأين تبدأ حريات الآخرين. وإذا استمر البعض في ممارسة تلك الشفافية بفهم قاصر. يشوّه حتى بريق المصداقية ويطعن في جوهر المهنية. فإننا سنواجه إعلامًا يتضاءل تأثيره وتنحسر قدرته على إحداث التغيير المنشود. فحرية الإعلام، وفقًا لنظرية المسؤولية الاجتماعية الراسخة، هي حق أصيل وواجب مقدس في آن واحد. ولكن الأهم من ذلك كله أنها مسؤولية وطنية عظيمة بكل ما تحمله من معانٍ ودلالات.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة